القائمة الرئيسية

الصفحات

شهر رمضان نقطة تغيير في حياتك

 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



شهر رمضان نقطة الانطلاق والتغيير:

حديثنا عن شهر رمضان لا يعني أننا سنتحدث عن فضل شهر رمضان بين الشهور , ومن ثم ذكر الآيات والأحاديث الواردة في ذلك, وهذا ليس تقليلاً من شأن الحديث في هذا الموضوع لا سمح الله , وإنما لأن هذه الآيات والأحاديث الواردة في فضل هذا الشهر الكريم من السهولة الرجوع اليها لمن أراد , ولذلك أردت أن يكون الحديث مجرد موضوع للحوار والنقاش وابداء المقترحات لشحذ الهمم من أجل استقبال ضيف عزيز علينا لا يزورنا في العام الا مرة واحدة, سائلاً الله عز وجل وعلا ألا يحرمنا بلوغه, وعنوان الحوار كما بينا في البداية هو "كيف تجعل شهر رمضان نقطة انطلاق للتغيير" , باعتباره شهر ينفرد ببعض الصفات والمميزات التي تؤهله أن يكون شهر التغيير بدون منازع لمن أراد . وسوف يتم الحديث في الموضوع من خلال ثلاث محاور :




المحور الاول:"المميزات التي تجعل شهر رمضان من أفضل الشهور لتحقيق رغبة الإنسان في التغيير إلى الأفضل"


1. البرمجة النفسية


يرى علماء النفس أن أي تغيير يريد أن يضيفه الإنسان إلى حياته, لابد من أن يقوم بتطبيقه لمدة 21 يوماً متواصلاً, فعلى سبيل المثال من يريد الاعتياد على القراءة حتى تكون جزء لا يتجزأ من حياته, عليه أن يضع نفسه في تدريب لمدة 21 يوماً يقرأ فيها ولو نصف ساعة يومياً ولكن بشرط ألا يتخلف ولو ليوم واحد, وأن حدث وتخلف فعليه الإعادة والبدء من جديد حتى يتم له ذلك، ولكن بالطبع عندما يكون الحديث عن شهر رمضان يجب أن يكون شعارنا " أننا أكبر من أن نتخلف عن الركب " فشهر رمضان هو شهر العزيمة والاصرار .


2. اتخاذ القرار


شهر رمضان هو شهر القوة الذى تتخذ فيه القرارات لمن يجيدون اتخاذها ولمن لا يجيدون ذلك, فعندما نشغل تفكيرنا في كيفية الاستعداد لاستقبال شهر رمضان هذا قرار, فمن يستعدون له بوضع خطة واضحة ومحددة في إطار "لا يكلف الله نفسا إلا وسعها" أو في إطار "لن يسبقني هذا العام إلى الله أحد" هذا قرار، ومن يستعدون لاستقباله بشراء أصناف وألوان المأكولات والمشروبات هذا قرار, ومن يستعدون له بتخير المسلسلات وبرامج الطبخ وغيرها التي سيتم مشاهدتها خلال الشهر هذا قرار، وهكذا فشهر رمضان شهر التدرب على اتخاذ القرارات, فليتخير كلاً منا اتخاذ القرارات التي تليق به .


3. الإنجاز:


شهر رمضان ليس شهر النوم والسهر, النوم طوال النهار, والسهر وتضييع الوقت بدون فائدة طوال الليل، وإنما هو شهر الإنجازات بل وشهر الانتصارات, فلترجع الأمة إلى تاريخها ليتبين لها ما سطرته إيدي المسلمين من إنجازات وانتصارات في هذا الشهر الكريم, فاجعل لك همة لا ترضى بدون الجنة .


4. الخروج عن المألوف:


فالإنسان في حياته اليومية معتاد أن ينام في وقت معين, ويستيقظ في وقت معين, ويذهب إلى العمل ويعود في وقت معين, يأكل ويشرب ويشاهد التلفاز في وقت معين وهو المتعارف عليه بالروتين الممل, فيأتي هذا الشهر ليكسر هذا الملل ويخرج بالإنسان عن المألوف, حيث يتم استبدال ما سبق لعشاق الرقى بالحرص على أوقات الصلوات المفروضة, والتراويح, والقيام, الحرص على أوقات الأوراد الورد القرآني, ورد الأذكار ..... وغيرها من الأوراد التعبدية التي يقررها الشخص على نفسه.


5. تنظيم الوقت:


شهر رمضان هو شهر التنظيم والدقة والالتزام, لمن أراد التدرب على مثل هذه الصفات التي تضيف إلى صاحبها بريق لامع يتميز به عن من حوله ويكون داعية بدون أن يتفوه بكلمة وذلك من قبل "الدين المعاملة" أو "لا تحدثني عن الإسلام وإنما أرنى الإسلام في سلوكك" .









المحور الثاني : "شروط التغيير"

1. الرغبة في إحداث التغيير وبالطبع هذه الرغبة تنبع من داخل الإنسان نفسه فلا تنتظر أن يأتي من يعطيك أقراص تشعل هذه الرغبة لديك حيث لا أحد لديه القدرة على إشعال هذه الرغبة لديك إلا أنت.

2. معرفة كيفية التغيير فالإنسان عدو ما يجهل.

3. التطبيق العملي فلا تتمنى وإنما نفذ.













المحور الثالث :" كيف تجعل شهر رمضان شهر التغيير"


1. خطط لما تريد

فما المانع أن يسرع كلاً منا في وضع جدول زمنى يحوى الأعمال التي سيحيى بها هذا الشهر الذى يمر بنا كنسمة الهواء التي لا ندري هل سنستنشق عبيرها مرة أخرى أم ... ؟! وإحياء شهر رمضان بالطبع ليس بقضاء الأوقات أمام التلفاز حتى وأن كان من أجل سماع برامج دينية دعوية أو تضييع الأوقات على مواقع التواصل الاجتماعي وإن كان بهدف الدعوة وتحفيز الناس على استغلال هذا الموسم من مواسم الطاعات، وإنما إحيائه يكون باستغلال كل دقيقة فيه في أعمال الخير والبر كما هو معلوم للجميع، وتعليقاً على هذه النقطة قد يأتي من يقول ولما الاستعجال عندما يأتي شهر رمضان سأضع الخطة فلا أحد يضمن منّا عمره ؟!، فلنتذكر دائماً "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل أمرئ ما نوى", فربنا جل وعلا أكرم من أن ينوي الإنسان فعل الخير وعندما يحدث ما يحول بينه وبين ذلك أن يحرمه ثواب نيته.

2. أكد على رغبتك في التغيير

أسأل نفسك ... لماذا تريد فعل ما خططت له ؟ لأن مثل هذا السؤال والتأني في الإجابة عليه سيرسخ هذا الأمر في عقلك الباطن ومن ثم ستعمل كل جوارحك لصالحك من أجل تحقيق ما تريد.

3. طبق من الآن

درب نفسك من الآن على استقبال هذا الشهر الكريم , ولو بقراءة صفحة من كتاب الله ولو بصلاة ركعتين قيام, ولو بعشر دقائق ذكر ...., حتى لا تصبح العبادات فيه مجرد أعمال جسدية وكأننا نحمل أثقال على أكتافنا, وإنما نريدها أن تصبح أعمال روحية ترتقي بها أرواحنا وتحلق في سماء الكون مغردة .

4. استعن بالدعاء

استعن بالدعاء وتحرى أوقات الاجابة , فربنا جل وعلا أكرم من ان يرفع له العبد يداه داعياً راجياً فيرده خاسراً خائبا .









وفي النهاية سواء قرأت هذا المقال في أول رمضان أو منتصفه أو حتى آخره، تذكر: أن ما لا يدرك جله لا ينبغي أن يترك كله .. فاستعن بالله ولا تعجز لا حرمنا الله جل وعلا وإياكم أن نكون من عتقائه من النار ..



هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع